إعتام عدسة العين هو غشاوة في العدسة البلورية الطبيعية داخل العين، التي تركز الضوء على الشبكية. يمكن أن تتسبب هذه الغشاوة في انخفاض الرؤية، وإذا تركت دون علاج، قد تؤدي إلى العمى. تتطور الإعتامات عادةً ببطء وبدون ألم، مما يسبب تغييرات تدريجية في الرؤية قد لا تكون ملحوظة على الفور. على مستوى العالم، تُعد الإعتامات السبب الرئيسي للعمى القابل للتجنب. حاليًا، لا توجد علاجات طبية لمنع تطور أو تقدم الإعتام. العلاج الوحيد المؤكد هو جراحة الإعتام الحديثة، التي تتضمن إزالة العدسة الملبدة واستبدالها بعدسة داخل العين واضحة (IOL). جراحة الإعتام هي واحدة من أكثر الإجراءات الطبية فعالية وشيوعًا، مع معدل نجاح إجمالي يبلغ 97 بالمئة أو أكثر في البيئات المناسبة.
تسبب الإعتامات عادةً انخفاضًا تدريجيًا في الرؤية لا يمكن تصحيحه بالنظارات. تشمل الأعراض الشائعة الرؤية الضبابية، صعوبة القراءة في الضوء الخافت، ضعف الرؤية الليلية، الوهج والهالات حول الأضواء، وأحيانًا الرؤية المزدوجة. يمكن أن تشير التغييرات المتكررة في وصفات النظارات والقدرة الجديدة على القراءة بدون نظارات قراءة في الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 55 سنة إلى وجود إعتام.
يمكن تصنيف الإعتامات إلى عدة أنواع: العمرية، الناتجة عن الإصابات، والأيضية. الإعتامات العمرية هي الأكثر شيوعًا ولها مسببات متعددة لا تُفهم بالكامل. يمكن أن تتطور الإعتامات الناتجة عن الإصابات من جروح العين الصدمية أو النفاذية، أو الصدمات الكهربائية، أو الحروق الكيميائية، أو التعرض للإشعاع. تحدث الإعتامات الأيضية في حالات مثل السكري غير المنضبط، الجالاكتوسيميا، مرض ويلسون، وضمور العضلات الميوتونيسي.